رسالة لأصدقاء أمنستي من مديرة الفرع

الصديقات والأصدقاء، داعمات وداعمي منظمة العفو الدولية (أمنستي) الأعزاءأطيب التحيات قبل يومين نشرت منظمة العفو الدولية العالمية تقريرًا يحمل استنتاجات مقلقة، وهي ان الحكومات الإسرائيلية ارتكبت وترتكب جرائم ضد الإنسانية تصل لحد جرائم الفصل العنصري (أبرتهايد) في المناطق التي احتلتها عام 67، وكذلك وجود نظام فوقي يهودي بقوم على الفصل العنصري في داخل إسرائيل. 


نعي أن استخدام المصطلح “أبرتهايد” من شأنه أن يردع الكثير من النساء والرجال من الانخراط في مجتمع حقوق الإنسان، لكن خبراء القانون الدولي والمختصين يتفقون بالمجمل على ان النظام القائم في المناطق التي احتلتها إسرائيل قبل 55 سنة بلغ حد جرائم ضد الإنسانية من نوع أبرتهايد. 


ارتكاب إسرائيل جرائم ضد الإنسانية من نوع أبرتهايد في الداخل متروك للتفسيرات والتحليلات القانونية المختلفة كونه موقع خلاف، برأيي، الخلاف حول المصطلحات هو مجرد هروب من الواقع، فالتمييز البنيوي ووضع الحواز والعراقيل بشمل مؤسساتي ومنظم، سواء من خلال القانون أو فرض أمر واقع، هي جزء من الحياة اليومية لكل مواطنة ومواطن فلسطيني في البلاد. عندما يهدف النظام المدني والسياسي في البلاد إلى الحفاظ على الأغلبية اليهودية، وعندما يُنظر إلى وجود الفلسطينيين في البلاد، وهي أيضًا وطنهم وموطنهم، على أنه تهديد دائم، لا فائدة ترجى حينها من مناقشة المصطلحات لفهم الصدع الذي بنيت عليه الأنظمة في البلاد.


أعي أنه ليس من السهل قراءة التقرير، فبسبب “تطبيع” الظلم والتمييز بات الأمر جزءًا من الحياة اليومية، ليست فقط حياة المظلومين، بل في حياة الظالم الذي اعتاد على ممارسة الظلم. والمشكلة ان هذا الأمر قد يدفع إلى اليأس أيضًا لدى أقدم المدافعين عن حقاق الإنسان. 


يشير النقاش الجماهيري الواسع واختلاف الآراء حول التقرير إلى ان المواطنين الإسرائيليين ليسوا غير مبالين بما يحدث. رفض استنتاجات التقرير، حتى من قبل أولئك الذين يتواجدون ضمن الإجماع العام في مجتمع حقوق الإنسان منذ سنوات، والذين يتم اتهامهم بمعاداة السامية، هو هروب من الواقع. وفي الغالب، هذا الرفض يأتي من اجل كتم الانتقادات مهما كانت قاسية ضد جرائم السلب والتمييز والقمع.


الأصدقاء الأعزاء، فرع منظمة العفو الدولية في إسرائيل هو من أكثر مؤسسات حقوق الإنسان قدمًا في البلاد، ومن جهتنا، نحن لا نرى الواقع الأليم فقط، بل نعمل جاهدين على تغييره، ونقوم بذلك بخطى واثقة، متتالية ومخططة. هذا يحدث بفضل تنظيمات محلية ومجموعات عمل ميدانية، مواطنون ومواطنات يشكلون سوية مجتمعًا نابضًا وفخورًا ولا يكف عن التقدم والتطور.
دعمكم وعضويتكم في منظمة العفو الدولية غالية لدينا، كما هو الجوار مع المجتمع الإسرائيلي. الشراكة معكم هي شراكة مبدئية تقوم على مبدأ التعددية، لكن ما يجمعها هو مبدأ المساواة والهدل وأننا جميعًا نصبو إليها دائمًا. 


هنا يمكنكم الاطلاع على رسالة الهيئة الإدارية للفرع حول التقرير:
أتقدم بخلص الشكر لكم جميعًا على الدعم والثقةمولي مولكر المديرة العامة